کد مطلب:240985 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:125

العین الغریزة و الغدیر و الروضة
فی مرفوع الكلینی عن الإمام الرضا علیه السلام فی خصائص الإمام و الإمامة - إلی أن قال -: «الإمام السحاب الماطر و الغیث الهاطل، و الشمس المضیئة، و السماء الظلیلة، و الأرض البسیطة؛ و العین الغزیرة و الغدیر، و الروضة...». [1] .

تكلمنا عن هذه التمثیلات المذكورة فیه [2] و أما: «العین الغزیرة و الغدیر و الروضة» فنقول: «العین الغزیرة»: النابعة الجاریة، قال الطریحی قوله تعالی: «عین جاریة» [12:88] العین: عین الماء سمیت عینا؛ لأن الماء یعین عنها: أی یظهر جاریا. [3] .

و الغزیرة: الكثیرة و فی النسخة الموجودة عندی «الغریزة»: الطبیعة و السجیة و منها الشعر:



إن الشجاعة فی الفتی

و الجود من كرم الغرائز [4] .



و النسخة الأولی هی الأولی بالكلام الرضوی.

و الغدیر: القطعة من الماء یغادرها السیل: أی یتركها. و الجمع غدر و غدران. و قیل الغدیر: مستنقع الماء - ماء المطر - صغیرا كان أو كبیرا غیر أنه لایبقی الی القیظ إلا ما یتخذه الناس من عد أو وجد او وقط أو صهریج، أو حائز. قال أبومنصور: العد: الماء الدائم الذی لاانقطاع له، و لایسمی الماء الذی یجمع فی غدیر أو صهریج أو صنع عدا؛ لأن العد ما یدوم مثل ماء العین و الركیة [5] .

و الروضة واحدة الریاض و الروضات: الأرض ذات الخضرة. و الروضة البستان الحسن؛ عن ثعلب. و الروضة: الموضع یجتمع إلیه الماء یكثر نبته و لایقال فی موضع الشجر روضة. و قیل: الروضة عشب و ماء و لاتكون روضة إلا بماء معها أو إلی



[ صفحه 342]



جنبها... [6] .

و فی نبوی: «إذا رأیتم روضة من ریاض الجنة فارتعوا فیها، قیل یا رسول الله و ما روضة الجنة؟ قال: مجالس المؤمنین» [7] .

توصیف الإمام بالعین الغزیرة و الغدیر و الروضة تمثیل لعلومه و معارفه كالعیون الدائمة النبع، و لمكان تشعبها شبهت بالغدران، و لانشراح الأرواح و النفوس، بالروضة أو لكونها توجیها، كما فی النبوی الآنف الذكر؛ فان مجالس المؤمنین توجب دخول الجنة بل هی هی. و نظیرها المناجاة: «یا نعیمی و جنتی». [8] .



[ صفحه 344]




[1] أصول الكافي 200:1.

[2] حرف الهمزة مع الميم.

[3] مجمع البحرين في (عين).

[4] لسان العرب 387:5، في (غرز).

[5] لسان العرب 9:5، في (غدر).

[6] لسان العرب 162:7، في (روض).

[7] السفينة 27:2، في (صدق). و الأمثال النبوية 67:1، رقم المثل 38، حرف الهمزة مع الذال.

[8] الصحيفة السجادية 389، مناجاة المريدين، و قد جاء في زيارة المهدي عجل الله فرجه يوم الجمعة: «السلام عليك يا عين الحياة» مفاتيح الجنان 59 فصح إطلاقها عليهم جميعا (ع).